responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 37
السياط
مِنْ غَمٍّ بدل من المجرور قبله وَذُوقُوا التقدير يقال لهم ذوقوا مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ من لبيان الجنس أو للتبعيض وفسرنا الأساور في [الكهف: 31] وَلُؤْلُؤاً بالنصب مفعول بفعل مضمر أي يعطون لؤلؤا، أو معطوف على موضع من أساور إذ هو مفعول، وبالخفض معطوف على أساور أو على ذهب الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ قيل: هو لا إله إلا الله، واللفظ أعم من ذلك صِراطِ الْحَمِيدِ أي صراط الله، فالحميد اسم الله، ويحتمل أن يريد الصراط الحميد، وأضاف الصفة إلى الموصوف كقولك: مسجد الجامع إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا خبره محذوف يدل عليه قوله نذقه من عذاب أليم، وقيل: الخبر يصدون على زيادة الواو، وهذا ضعيف، وإنما قال: يصدون بلفظ المضارع ليدل على الاستمرار على الفعل سَواءً بالرفع [1] مبتدأ وخبره مقدر، والجملة في موضع المفعول الثاني لجعلنا، وقرأ حفص بالنصب على أنه المفعول الثاني والعاكف فاعل به الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ العاكف المقيم في البلد: والبادي [2] القادم عليه من غيره، والمعنى: أن الناس سواء في المسجد الحرام، لا يختص به أحد دون أحد وذلك إجماع، وقال أبو حنيفة: حكم سائر مكة في ذلك كالمسجد الحرام، فيجوز للقادم أن ينزل منها حيث شاء، وليس لأحد فيها ملك، والمراد عنده بالمسجد الحرام جميع مكة، وقال مالك وغيره: ليست الدور في ذلك كالمسجد، بل هي متملكة بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ الإلحاد الميل عن الصواب، والظلم هنا عام في المعاصي من الكفر إلى الصغائر، لأن الذنوب في مكة أشدّ منها في غيرها، وقيل: هو استحلال الحرام، ومفعول يرد محذوف تقديره: من يرد أحدا أو من يرد شيئا، وبإلحاد بظلم: حالان مترادفان، وقيل: المفعول قوله بإلحاد على زيادة الباء.
وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ العامل في إذ مضمر تقديره اذكر وبوأنا أصله من باء بمعنى رجع، ثم ضوعف ليتعدى، واستعمل بمعنى أنزلنا في الموضع كقوله: تبوئ المؤمنين، إلا أن هذا المعنى يشكل هنا لقوله لإبراهيم لتعدّى الفعل باللام، وهو يتعدّى بنفسه حتى قيل:
اللام زائدة، وقيل: معناه هيأنا، وقيل: جعلنا، والبيت هنا الكعبة، وروى أنه كان آدم يعبد الله فيه، ثم درس بالطوفان، فدل الله إبراهيم عليه السلام على مكانه، وأمره ببنيانه أَنْ لا تُشْرِكْ أن

[1] قرأ حفص وحده بالنصب والباقون بالرفع.
[2] البادي: قرأها كذلك أبو عمرو وإسماعيل وورش بالياء في الوصل دون الوقف، وقرأها الباقون بدون ياء وقرأها ابن كثير بالياء وصلا ووقفا.
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست